أشياء لا نعرفها عن أنفسنا!

تقول الأسطورة إننا شعب خفيف الدم وابن نكتة يتغلب على أزماته وهزائمه بانتصارات صغيرة، قد تبدأ بنكتة وتنتهى بتحد شديد لأسباب الهزيمة يظهر أحياناً كعناد، ولكنه فى الغالب حيلة واعية للاستمرار والبقاء.

تقول الأسطورة إننا شعب متدين!!

نحن أيضاً شعب واع قادر على الالتفاف وقت الأزمات، يظهر حماسنا فجأة.. ويختفى- للأسف- سريعاً..!!

تلك الأمور التى عرفناها عن أنفسنا ورددناها وترسخت فى أذهاننا وهى تحمل الكثير من حقيقتنا.

ولكن ثمة أمور يجب أن نعرفها أيضاً عن أنفسنا، وعلينا ألا نتعالى، وأن نتوقف عن الاعتقاد دائما أننا ضحية ظروفنا وساستنا وكل من نستطيع إلقاء اللوم عليه.. سوانا!!

– ربما لا نعرف- أو لا نريد أن نعرف- أننا أنانيون/ غير متدينين… ولكن أذكياء!!

أنانى

تعرف أن جماعة ما تفشت فيها الأنانية عندما ترى نجاحات فردية متفرقة، ونادرا ما ترى نجاحات جماعية أو قدرة على العمل الجماعى.. عندما تجد الصغير يشق طريقه بأقصى صعوبة ويبدأ كل مرة من الصفر.. وكأن لم يسبقه أحد، ولم يمد أحد يده ليساعده فى الطريق!

الأنانية تهتم بما ينجينى الآن وحالاً وفوراً دون أدنى اهتمام لمن هم حولى ومن سيأتون بعدى.

تستطيع أن ترى الأنانية فى الشوارع، فى أسلوب قيادة السيارات، فى فكرة التخلص من القمامة وطريقتها فى (وأنا مالى) التى لا يمر يوم دون أن تسمعها!! وتراها على مستوى القيادات فى قرارات عشوائية متخبطة.. يخرج المسؤول ليتحفنا بها ويلقيها على الناس دون دراسة، حتى يخرج من أزمته الشخصية فى الإدارة، أو عجز مالى فى وزارته يكون هو وفساده السبب فيه.. لكن الأنانية أن ينجو سيادته اليوم ويتحمل الناس والأجيال القادمة تبعات قرارات سيادته!

غير متدين بطبعه

أتمنى أن يأتى اليوم الذى نواجه فيه أنفسنا ونتوقف عن ترديد هذا الكليشيه القديم أننا (متدينون)!! ربما آباؤنا أو أجدادنا كانوا كذلك!! لكن ليس نحن رغم كل محاولاتنا المزيفة أن نبدو غير ذلك!!

متى نتوقف عن كل تلك الخدع المريضة التى نمارسها بأريحية شديدة، نذهب إلى دور العبادة بانتظام، نحارب من أجل دور العبادة، نضع تلك المظاهر والاهتمامات كمعيار وطريقة فى حكمنا على الأشخاص.. وأخيراً.. نمارس الرشوة والفساد والتحرش والعهر!! يسميها بعض الناس ازدواجية.. إنما أنا لا أراها كذلك.. فالازدواجية أن تفعل الأمر وعكسه، تحكم بالرأى وعكسه.. بينما نحن لا نمارس الدين وعكسه!! نحن لا نمارس الدين أصلاً!!

فالدين يهذب الأرواح تلقائياً ويفقدها حتى القدرة على ذلك التلون الصارخ.. المتدين لا يقدر على التلون، لا يعرفه وليس فقط لا يمارسه!!

ذكى

ليس كل ما لا نعرفه عن أنفسنا هى الأمور السلبية.. ربما أيضاً علينا أن ندرك وأن نفتخر أننا شعب ذكى!! ولولا هذا القدر من الذكاء لما صارت قيادتنا صعبة وخداعنا أصعب.. نحن شعب لا يُخدع بسهولة كجماعة، ولكننا لا ندرك قيمة ذكائنا وقدرته على تحويلنا من كل هذا البؤس إلى الكثير من النجاح.

فالذكى الكسول.. لا ينجح على المدى البعيد.. قد يحقق انتصارات صغيرة.. ثم يعود فيبددها.. وهذا هو حالنا!!

والذكى المستهتر قد يدرك مصدر الخطر.. لكنه لا يعبأ بالتحرك لمواجهته.

نحن أذكياء ولكننا نذيل ذكاءنا بكل المعوقات!!!

ختاماً.. دعنى أشاركك قارئ هذه السطور.

اجعلوا قضيتنا الكبرى هى تغيير الفرد ليس فقط تغيير المسؤول!! فليجتمع علماء الاجتماع لتحديد ودراسة مميزاتنا وعيوبنا ونضع لأنفسنا خطة عمل حقيقية تخرجنا من تلك الدائرة المفرغة (شالوا مسؤول- جابوا مسؤول.. خذلنا.. شالوا مسؤول- جابوا مسؤول- فشلنا!!).

إن قضية تغيير الأفراد هى ما تكافح فيه هيئات ومؤسسات تعمل بجهد تطوعى دون أى دعم من الدولة.. تعمل فى دوائر صغيرة لأجل التغيير، يبدو تأثيرها واضحاً فى مناطق تأثيرها، ولكنه يخف تدريجيا باتساع الدائرة.

هل تستطيع الشعوب أن تغير نفسها؟ نعم.. يكون الطريق أطول ويكون التنفيذ أصعب ولكنه ممكن!

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch