السلطة

هذا المقال مستوحى من قصة حقيقية لشخص مازال فى منصبه! وقد جرى العرف فى بلادنا أن كل مديح يعتبر تطبيلاً مكروهًا فى أوساط العامة والمثقفين..!

والناس معذورون لأن كثرة النفاق والمغالاة أصابتهم بالريبة فى كل ثناء حتى وإن كان عن استحقاق..

وبناء عليه فإنى سأعفيكم من الغضب، وسأكتب المقال مجردًا من الأسماء، ولأننى أعتقد أنه يصح الحديث عنه كنموذج عام ربما يكون موجودًا فى مواقع كثيرة.. وأنه لا يليق بنا أن نظلمهم ونصمت عن روعة المثل الذى يقدمون..

دعنى فى البداية أشاركك بهذا الحوار المألوف:

– ما رأيك فى الحياة؟

= كئيبة وغير عادلة!

– كيف حال وطنك؟!

= أسوأ مكان ونحن البشر الأقل حظًا!!

– والزواج؟

= سجن كبير!!

– وما حال الناس حولك؟

= كلهم خائنون!!

– والسلطة؟

= فاسدة لا أستثنى أحدا!!

هذا ملخص حوار مع بعض الوجوه التى نقابلها كل يوم والتى امتهنت (السواد) حالة وتوصيفًا وصبغته على كل شىء.. انتشروا حتى صدقناهم..

أذكر نفسى بهذا لأننى كل يوم أقابل أولئك الرائعين الذين يتمردون على هذه الصور الذهنية المسممة.. ويخرجون خارج تلك القوالب البالية ويعيشون حياة بكامل روعتها ولا يكفون عن المحاولة فيصبحون، بطبيعة الحال، أسعد حالاً من أولئك المستسلمين الخانعين المملوئين كآبة!

النموذج الذى أود مشاركتك به اليوم هو نموذج (السلطة)!

«السلطة مفسدة» هكذا يقولون..

فى أحيان كثيرة تكون الإجابة: نعم!

لكن الحقيقة أن السلطة يمكن أن تكون وسيلتك لخير لا يحصى.

وأن هذا الرجل الملهم- وقد اتفقنا على عدم ذكر اسمه وعدم الإشارة بأى شكل إلى موقعه- هو نموذج لأولئك النبلاء الذين يتخذون من السلطة وسيلة لتحقيق غايات أسمى وللتأكيد على حقائق أن الإنسان هو الأبقى، ومن وحى هذا الرجل أشاركك بخمسة أشياء عظيمة من الممكن أن تفعلها وأنت فى موقع سلطة بل وقد تصبح السلطة هى وسيلتك الأقوى لتحقيق ذلك.

١- تستطيع أن تكون (نورًا) فى وسط وضع عام قد لا يسمح، فشخص واحد (أمين فى خدمة الناس) سيصنع فرقا وسطا تحارب من أجل الوصول للسلطة وخدمه نفسها.

٢- تستطيع أن (تشهد بالحق) أمام الرؤساء ولا تجاملهم بما ليس فيهم بل تدعمهم بتسليط الضوء على مواقع الخطر فى ممارسات قد يكونوا غافلين عنها.

٣- تستطيع أن تكون صاحب حلم ورؤية والأهم (صاحب مشروع) تحققه من خلال (سلطتك) وتقدم به نموذجا للاختلاف.

٤- أن تقدم نموذجا لإدارة الاختلاف!

فمن الطبيعى أن تخلق لك السلطة عداوات، أشخاصا يختلفون معك بشكل واضح ومعلن، أن تتعفف عن التنكيل بأعدائك، وتمد يد الخير للمختلفين معك.. كسرت دائرة الغدر الذى يحط من إنسانية البشر.

٥- سلطتك ستساعدك على تمرير (قواعد جديدة للعبة) فتقدم نموذجا لدعم الموهوبين وتمكين المستحقين وإعطاء الفرص لمن هم خارج دوائر «المعارف والأصدقاء» وتستمتع بمنتج جديد له طعم الحياة بدلا من أولئك المزيفين الذين يحيطون بكل سلطة وكل عصر!

وأمور أخرى كثيرة تسكن فى تفاصيل أولئك الرائعين الذين يجعلون من الحياة مكانًا يستحق تكرار المحاولة!

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch