العملاق «الفشنك»!

يبدو من تجمهر الناس حوله.. أنه رجل مهم!، يتحرك بخطوات سريعة ليزيد من مهابة تلك الأهمية، ويتعمد تجاهل وجوه من يعرفونه جيدا، حتى لا يفسد استمتاعه بتلك اللحظة التى حين تتعلق به العيون وتمتد له الأيادى!. كمتابع جديد- لا تعرف سيادة العملاق- تتعجب وتسأل الأسئلة المنطقية؟ من؟ وماذا؟ ومتى؟ وكيف أتى ذلك الشخص إلى الحياة العامة وصار أحد (الرموز) بهذه السرعة؟!.. ولكن تتخبط كثيرا فى الإجابات التى تجد معظمها انطباعات أو تكهنات مصنوعة من تلك الهالة التى رسمت حول «العملاق» من نوعية «مشهور- مسنود- واصل»!!.

تبتسم فى صمت لأنك تعرف أن تلك الصفات المصنوعة والمرسومة من تأثير تلك الهالة لا تشكل أى إجابة عن السؤال!، ولا تعبر عن أى كفاءة أو أمارة لتلك «العملقة» المصطنعة!!. إذا تابعت فضولك قليلا وأصررت على اكتشاف حجمه الحقيقى بنفسك، فيمكنك ببساطة الوصول للحقيقة فقط إذا تابعته يتحدث لبضع دقائق، فكل العمالقة «الفشنك» يشتركون تقريبا فى مجموعة صفات تتكرر بصورة مثيرة للضحك والبكاء فى نفس الوقت:

– الثقة الزائدة بنفسه وتكرار الحديث عن إنجازاته ونجاحاته ورؤيته الخاصة للأمور.. الكلام دائما مسطح ومكرر وغير مختبر.

– الغضب الشديد عندما يمتدح شخص آخر أمامه، عقله الباطن يقيم مقارنة مباشرة معه، حتى وإن اختلف المجال والتخصص، وتظهر الرغبة الشديدة فى القضاء عليه وتشويهه بكل صورة ممكنة وتدميره إن استطاع.

– العملاق الفشنك يحب السنيدة، يحب من يمتدحونه ويراهم أجدر بالفرص، فيزيد حوله من مساحة الدائرة المملوءة بالمتشابهين وكلهم بعد وقت يتحولون إلى أشباه له.

– العملاق الفشنك قادر بسهولة على (إهانة البشر) تلك الصفة التى يعتبرها النبلاء من الكبائر، بينما «الفشنك» إذا تولى منصبا فهو أكثرهم ميلا لاستخدام عبارات الإهانة والتحقير فى خلق الله، وبالطبع يسعد بممارسة هذه الهواية مع البسطاء.

– العملاق الفشنك لا يشعر بالرغبة فى التعلم، ولا يحترم قدر العلم والمتعلمين ولا فكرة المنهج العلمى فى تقديم أى شىء.

العملاق الفشنك فكرة متكررة ومنتشرة فى كل المجالات، قد تجده فنانا، إعلاميا، سياسيا، أو حتى رجل دين!، تستطيع تمييزها بسهولة..

نموذج موجود وبكثرة.. السؤال: هل تخافه؟!

الحقيقة أن الـ«عملاق الفشنك» يتغذى على تلك النظرة التى تعطيه انطباعا أنك تخافه أو تصدقه، يتضاعف حجمه بعدد الضعفاء من حوله ويتغول فى أذاه بعدد الموافقين والمنافقين المصفقين لتفاهاته والساكتين عن جهله!.

وينكمش تلقائيا بتلك النظرة الواثقة القوية لشخص يعرف ويقرأ ويحفظ قدر نفسه ويحترمها.. يحتاج «العملاق الفشنك» إلى مساعدة المخلصين حتى يعود إلى حجمه الطبيعى قبل أن يدوس بقدمه الثقيلة على كل جميل وحقيقى..

فالجمال- كما تعلمون- بسيط لا يصارع

والحق- كما تعلمون- ثابت بلا صخب!.

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch