اُصمد!!

الوزير الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، هو بالنسبة لكثيرين حالة تستحق الدراسة، خلفيته وموقعه، طريقة تعامله مع وسائل الإعلام ولغته أحيانا، كلها أمور تحتاج إلى الكثير من التوقف أمامها.

خلال أيام ستنتهى امتحانات الصف الأول الثانوى وتنتهى مأساة التابلت بكل تفاصيلها وتحدياتها وإخفاقاتها، ودون إعادة ما كتب عنه الجميع تقريبا، فإننا ببساطة نسنطيع أن نؤكد أن العام القادم سيكون فرصة لإثبات إحدى نظريتين: إما البقاء للأكثر فسادا، أو لا يصح إلا الصحيح.

الدكتور طارق شوقى يشبهك ويشبه الكثيرين من أصحاب الكفاءات فى مصر.. لا يملكون عصا سحرية ليصنعوا بها تغييرا وفرقا ولا يقدرون على إحداث تغيير حقيقى دون مساندة حقيقية ودعم مؤسسى وشعبى.

والرجل- لسوء الحظ- لا يحصل على أى منهما فالوضع داخل كواليس الوزارة ليس فى حاجة إلى شرح، ما بين مجموعة صغيرة ترحب بالتغيير وتجده أملا لتغيير حالة مؤسفة تعيشها مصر منذ سنوات، وبين مجموعات وشبكات أكبر لا تهمها مصر ولا التغيير ولا الأجيال القادمة بل ربما يتهكمون عندما يسمعون تلك الأمور، إنهم (عش دبابير) يحمى مصالحه الخاصة ويعمل على تأمين بقاء الفساد على ما هو عليه وأى تغيير للأفضل يمثل خطرا هم من القوة ليدفعوا به بعيدا عنهم مهما كلفهم الأمر، وهم أيضا من القوة لتشويه كل خطوة وكل نجاح ويساعدهم فى ذلك شخصية الدكتور شوقى التى لا تجيد صناعة الشو ولا تتقن فنون التقرب والتزلف إلى الصحافة.. هو نوع من الكفاءات الذى يريد أن يعمل بهدوء وليقيمه الإعلام والصحافة بناء على ما يعمل، ولا يريد أن يتحول نصف وقته إلى مصدر للتصريحات والعناوين والضجيج بلا طحن!.

الحقيقة أنه وبعيدا عن شخص الدكتور طارق شوقى، لا يمكن لأى شخص الإنجاز بهذا الشكل.. فأيا كان موقفك منه، وأيا كان موقع أبنائك من النظام التعليمى، وخاصة لو كنت أبا لأحد طلاب الصف الأول الثانوى- الأقل تأثيرا فى النظام التعليمى ككل- من فضلك راجع موقفك ولا تدعم شخص الدكتور طارق لكن ادعم التجربة!!.

ادعموا تجربة كل ذى خبرة فى مواجهة أهل الثقة!، ادعموا تجربة نظيفى اليد أمام جبروت المصالح الشخصية وأباطرة الانتفاع من المناصب، ادعموا التغيير أمام الجمود!، ادعموا العمل الحقيقى أمام جنون التصريحات!!. وادعموا الأهداف الكبيرة أمام تحدى إرضاء الناس وكسب ود أصحاب الصوت العالى.

الحقيقة أننى أرى أيضا عيوبا فى التجربة مثلكم،لكننى أخاف وغيرى من الكثيرين على تجربة التعليم فى مصر، كخوفنا على كل تغيير فى هذا الوطن، لأن فى كل موقع وكل مؤسسة هناك الآلاف ممن يشبهون طارق شوقى ولكنهم أقل حظا منه فى المساندة وأقل قدرة على الاستمرار، وأقل قدرة على مقاومة الصوت العالى المقيت!.

لمن يشبه طارق شوقى فى كل مكان فى مصر.. اُصمد!.

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch