صمت الضحية

يعتقد البعض أن الترقى فى الطبقات الاجتماعية أو الترقى فى التعليم يمنعك من السلوكيات المنحطة.. والحقيقة التى تثبتها الكثير من الأحداث أنه فى بعض الأحيان هذه الأشياء فقط تعطيك غطاء زائفًا من الحماية والهيبة التى تخيف ضحاياك وتجعلهن يترددن قبل فضحك.. لكن الانحطاط موجود فى كل الطبقات بل إنه أكثر قبحًا وأكثر قسوة فى هذه الطبقات (المحمية) بشكل أو بآخر!

لماذا تصمت (الضحية)؟! هذا هو السؤال الأصعب على الإطلاق. لماذا يصمتن؟!

كيف نما فى بناتنا كل هذا الخوف؟

من قال لهن إن المتحرش أقوى والمغتصب صاحب حق! لماذا صمتن؟! أعرف أن هناك ألف إجابة مختلفة عن هذا السؤال. إجابات تخص الظروف والملابسات والشخوص فى كل قصة.. هى مسؤولية التحقيقات ومسؤولية المجتمع على أمد طويل.

لماذا وحتى زمن كتابة هذه السطور لم تُقدم شكوى واحدة إلى النيابة العامة؟ لماذا صار أقصى تصرف شجاع اليوم هو الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعى؟! ما هو نوع العنف والإرهاب المجتمعى الذى يمارس على الضحايا ليجعلهن يقبلن بكل هذا الألم النفسى والمعنوى ويفضِّلنه على المواجهة؟!

لماذا يصمت الضحايا؟! لماذا صمتن لسنوات؟! ماذا قلن لبيوتهن يوم عدن من الجريمة ممزقات النفس والجسد! تُرى لم يرهن أحد؟! هذا أقسى من الجريمة!!

لماذا تصمت (الضحية)؟ هذا سؤال ممتد.. وسلوك ممتد.. فى العديد من الجرائم.

مجرم يغتال الشرف والكرامة والحرية أحيانًا.. وضحية صامتة.. أيضًا لاعتبارات كثيرة يصعب شرحها.

كلها مرتبطة بالجانى ونوعه ونفوذه وقوته!!! إنه عار سيلاحقنا إن لم نفهم! ووصمة ستطالنا جميعًا إن لم ندرك أن الأسوأ من الجريمة رغم بشاعتها.. صمت الضحية.. وصمت المحيطين بها.

إلى كل الغاضبين من هذا المغتصب.. ومن يقومون بحملات التواصل الاجتماعى.. إن لم يخف الجانى قدر خوف الضحية بل أكثر.. فلا أمل! ولا جدوى مما نفعل!

سُنَّت القوانين لترتيب البشرية وترتيب العلاقات.

أما هذه الفوضى وهذه (القوى) الجديدة.. وهذا الخوف الصامت.. فهو سيناريو الفوضى الذى لا يليق بنا.

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch