عيدنا عيدان

رغم الكورونا ورغم الخطر الشديد الذى يداهمنا من كل اتجاه، رغم إرهاب الغرب والشرق، ورغم الملل من طول فترة الجلوس فى المنزل والأسئلة الكثيرة التى لا نملك لها إجابات..

إلا أن هذا العام عيدنا عيدان، العيد هذا العام مختلف رغم كل شىء..

لأنه بالنسبة لمجموعة كبيرة من المصريين الذين كانوا يرون الصورة من بعيد واختاروا أن ينحازوا للوطن حتى فى أحلك اللحظات وأقساها.

اتحدث عن أولئك الذين يعرفون معنى أن تسير ضد التيار، وأن ترد كل يوم على ألف افتراء واتهام يخص بلدك وأنت لا تملك إلا القليل من الصبر على سخافات من يسفهون وطنك كل يوم، ولا تملك سوى الكثير من مشاعرك المعجونة بالحب لهذا الوطن والغيرة عليه من كل هذا الهجوم وكل هذه الكراهية التى تجد لها مكانا فى أحيان كثيرة بسبب مزايدة البعض وبسبب تقصير بعض المحسوبين على الوطن..

العيد هذا العام مختلف، لأننا ورغم كل اختلافاتنا وما عشناه طوال الأيام السابقة، اتفقنا على شىء واحد.. لأول مرة منذ وقت طويل لم أسمع أصدقائى المتشككين يذوبون حبًا فى الوطن هكذا..

لأول مرة منذ وقت طويل جدًا.. يكون العيد عيدًا على مستوى المشاعر والوطنية والانتماء لهذا الوطن.

لأول مرة نقف مديونين للفن والدراما وتلك الصناعة التى طالما أهملناها وتعالينا عليها لسنوات طويلة.. ونحترمها ونقدرها ونقدر تأثيرها.

لأول مرة منذ سنين طويلة نقف احتراما للأطباء وندرك عظمة دورهم ونلتفت إلى مشكلاتهم وندرك حجم رسالتهم وضخامة تحدياتهم

لأول مرة منذ عقود طويلة ندرك قيمة دور العبادة التى كانت متاحة فى كل وقت، واكتشف بعضنا أن العبادة الخالية من المظاهر والزيف أقرب إلى الله وأكثر صدقا من كل محاولات إثبات التدين

العيد عيدان.. لأن معركة تغيير الذهن وتغيير سلوك البشر كانت أصعب معاركنا.. وبكثير من الإرادة والوعى نجح الكثيرون منا فى اجتيازها بنجاح.

العيد عيدان لأن لدينا اليوم وطنا نحترمه ونصطف خلفه ونحارب من يعاديه ونعارض من يسىء إليه ونجاهر بحبه ونتشرف بالانتماء له.

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch