نحن أوفر شعوب العالم حظًا!

جملة لو قلتها لرجل عادى فى الشارع لأمسك فى عنقك ولم يُفْلِتْك حتى «تدِّيه أمارة!» على هذا الحظ!!، لأنه لا يراه حوله، ولا يشعر به فى أيامه العادية، ولا حتى يصدر له هذا الإحساس من الإعلام أو الوسائل المحيطة التى تسهم فى صناعة الوعى..

كل ما يحيط بالمواطن العادى يقول له بشكل أو بآخر إن ثمة شيئًا ما جيدًا يحدث فى الأفق، لكن لستَ أنتَ المعنىَّ به ولا أنت المقصود بالمخاطبة فيه- وهى فرضية خاطئة أصلًا- فكل أمر إيجابى يحدث فى أى شبر فى هذا الوطن يؤثر عليك بشكل أو بآخر تمامًا، كما أن العكس صحيح!.

الحقيقة أن الأمر يحتاج إلى حس كبير وتقدير كبير لترى أمورًا لا تخصك على أنها إيجابية!، نطلب من أنفسنا الكثير جدًا حين نطلب ذلك.. فبحسبة الظروف العادية.. نحن «لسنا أوفر شعوب العالم حظًا»!.

لكن الحقيقة أن هذا المنظور هو ما قد يكون الطريقة فى جعل نفسك سعيدًا.. والاستمتاع بتفاصيل بسيطة «متاحة» من شأنها أن تُشعِرك بأنك محظوظ أو كما يقولها الغربيون: «مبارك».

بحسبة التاريخ والجغرافيا.. نعم نحن أوفر شعوب العالم حظًا.. من حيث الجو، الثروات الطبيعية، الموقع، الشواطئ، جغرافيا بديعة حفظناها عن ظهر قلب منذ طفولتنا.. لكنها لم تُترجم فى حياتنا عندما كبرنا..

تاريخ عظيم وآثار وأعياد لو وُزِّعت على 10 أوطان لاعتبرتها ثروتها ومشروعها القومى على امتداد أيامها..

نعم بمنطق الحسابات، التى لا تتدخل فيها عوامل التربص والشر والإرهاب والإهمال.. نحن أوفر شعوب العالم حظًا..!.

الأعياد فرصة للتفكر فيما وراء التفاصيل اليومية المزعجة، وقسوة الحوادث الأليمة التى ينسجها لنا شيطان الإرهاب ويعدها لنا بعناية..

الأعياد فرصة لاستعادة إنسانيتنا فى كثير من المواقف والممارسات

أولاها.. فيما يخص علاقتنا بربنا وحقيقة العبادة.. أهى زيف ومواربة أم صلاة وصلة مع الخالق العظيم الكريم؟..

فرصة لاستعادة إنسانيتنا المفقودة فى العلاقات، التى تعقدت وتشابكت وصارت مليئة بالتفاصيل المزعجة التى أضفناها بأطماعنا.. فتحولت من أن تكون سببًا لسعادتنا.. إلى سبب لشقائنا..

نحن مخلوقون لنُكوِّن علاقات.. رأسية مع الله وأفقية مع الناس.. وكلما صدقت علاقتنا الرأسية.. انضبطت علاقاتنا الأفقية..

وصرنا أكثر قدرة على استقبال مُسبِّبات السعادة.. والاحتفال الحقيقى بكل شىء.. والفهم الحقيقى للحظ.. إنه مرادف «للمتاح الآن»، فبقياس المتاح الآن.. والذى أقدر على تحقيقه الآن.. أنا بالتأكيد.. محظوظ!، جدًا.. وأستطيع أن أختبر.. عيدًا سعيدًا كل يوم!. دون انتظار لشىء ولا لشخص.. ولا لظروف أن تتغير..

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch