هل حقًا «مصر هى أمى؟»

يأتى عيد الأم هذا العام فى ظروف استثنائية على مصر والعالم كله بالطبع..

لكن لأن عيد الأم هو عيد مصرى خالص، ولأن المصريين هذا العام ولأول مرة يختبرون علاقة مختلفة مع «حكومتهم» التى تمثل الوطن بالنسبة لهم..

علاقة متوترة امتدت لسنوات حتى أصبحت هى الأوضاع العادية فى مصر، مصر كانت لعقود وطنًا غير مهتم بأفراده، وجسدًا ينهش فيه الفساد ويأكل خيراته ويطعم بها كل غريب وعابر.. وضع طال لسنوات حتى اعتدناه وبات السؤال الذى يتردد كمزحة مرة كلما غنينا أغانينا الوطنية.. هل حقًا مصر هى أمى؟!

وسأل الناس بعضهم باستنكار.. أى أمّ هذه التى تقسو هكذا على أبنائها؟!

هذا العام أتى كل شىء مختلفًا..

فبرغم الأزمة التى يمر بها العالم أتت تلك المحنة على المصريين وتحديدًا الحكومة المصرية بمنحة «استعادة العلاقات وبناء الثقة» بين المصريين ودولتهم..

فلأول مرة منذ عقود طويلة يجد المصريون فى حكومتهم التخطيط، وإدارة الموارد وإدارة الأزمات والتحركات الاستباقية،

ولعل الحكومة أيضا قد استشعرت هذا التلاحم غير المسبوق وهذه الوحدة التى جمعت المصريين جميعًا خلف دولتهم. المصريون فى حالة رضا تام عن أداء الحكومة وهى نفس الحكومة التى طالما طالتها انتقادات كثيرة من الشعب..

أعتقد أن الحكومة وصلتها الآن الرسالة.. وعرفت كيف تصنع الحالة من الرضا والتأييد، بالتأكيد هى حالة لا يمكن أبدًا أن «تفرض» ولا يمكن أن تملى على الناس كيف يجب أن يشعروا تجاه وطنهم..

لكنها بالتأكيد حالة يمكن الوصول إليها بأداء مشرف كالذى نراه هذه الأيام وبانحياز حقيقى للمواطن كالذى نختبره الآن فى أزمة كورونا…

وفى عيد الأم أقول وبكل صدق: أنا بنت هذه الأرض وأفتخر أن مصر هى أمى.

أفتخر أننى من هؤلاء الذين آمنوا بها حتى قبل أن يروا فيها ثمار كل نقطة دم سكبت وكل قطرة عرق قدمت من مخلصين على أرضها..

أفتخر أننى ممن آمنوا بها رغم كذب المزايدين ورغم ادعاء الخاطفين.

رغم الكورونا.. ورغم الخطر ورغم الوباء إلا أننا لدينا من أسباب اليقين بأن الخير قادم.. الكثير..

ولدينا من اليقين بأن القاعدة التى علمتنا إياها أمهاتنا «لا يصح إلا الصحيح» ستسود فى النهاية..

فوق كل جاهل ومتربح ومزايد على أبناء هذا الوطن..

الذين أثبتوا أنهم كانوا يريدون أن يروا وطنًا كما يليق به..

وأن يتغنوا مصر هى أمى.. وهم يعنون ما يقولون.

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch