يعتقد أن الشخص السعيد والمستقر نفسيا تخرج منه أفضل سلوكيات فى العلاقات وأفضل مستوى من الأداء فى العمل! وباختصار خلطة العلاقات السوية والعمل الجيد تصنع مجتمعات مستقرة ومنتجة وسعيدة!.
بعيدا عن السياسة والاقتصاد والعلاقات المعقدة والتحليلات الكثيرة.. اسأل مجموعة ممن تقابلهم عابرا فى الطريق وأصدقائك وأقاربك.. غير هذا السؤال التقليدى «عامل إيه؟!» الذى تجيبه الفطرة المؤمنة البسيطة داخل قلوب الناس «الحمد لله» فالحمد لله على كل حال.. وفى كل حال.
إنما سؤال مباشر واضح من نوع «مبسوط؟» قد يبدو هو الأهم لتعرف حال الناس.
بسبب الأوضاع الاقتصادية الجديدة الأمور تسير كالمعتاد- أو أقل قليلا- فى حياة معظم الناس.. يعبرون الأيام العادية ببطء ويرضون بأقل مما يستحقون حتى تمر الأيام بطيئة وطويلة وقاسية.. تغيب عن الناس مسببات السعادة البسيطة من قدرة على التواصل مع أحبائهم، فاليوم يختفى وسط هم المواصلات والزحام والمشتريات والأوقات القليلة المتاحة للأسرة.. تضيع أيضا فى هم الواجبات والمسؤوليات والمشاكل اليومية.
السعادة بمفهومها الحقيقى هى تلك الأشياء الصغيرة القادرة على تلوين حياتك وجعلها مقبولة وجعلك أنت شخصيا قادرا على الاستمرار والإنتاج والإبداع.. السعادة ليست رفاهية وليست شيئا تافها وجانبيا أو رفاهية ومحض خيال كما يعتبر البعض!.
أن تكون الأوطان فى مرحلة تنمية وبناء فى كل المجالات يعنى أن تعى بالضرورة الحالة المعنوية لشعوبها.. التى بها إما أن نتحرك آلاف الخطوات للأمام وإما أن نتحرك ببطء السلحفاة أو نقف تماما!.
الجيوش تدرك ذلك فتنشئ إدارات لـ«الشئون المعنوية» وتهتم برفع الحالة المعنوية لجنودها.
أملى ورجائى اليوم هو إدارة أو وزارة أو كيان يهتم برفع الحالة المعنوية للشعب، للناس العادية فى الطريق.. من حقنا أن نطالب بكيانات ذات صفة داخل كل وزارة من دورها أن تراقب وأن تتابع وأن تقيم مستوى الأداء.. أن نهتم كدولة بمواطن غير ذى سلطة.. أن تعطيه حقه سريعا فيحكى قصته مع العدل، لأم مظلومة أن ينصفها القضاء فتحدث أولادها عن الوطن حين يصبح سندا والقانون حين يصبح حاميا!.
لست أطلب مدينة فاضلة.. بها كل أسباب السعادة لأنها غير موجودة فى أى مكان فى العالم.. لكن أطلب وطنا أفضل نعمل فيه على أن تقل أسباب الكآبة والمنغصات حتى نعود بشراً طبيعيين بخيرنا وشرنا بحلونا ومرنا.. لا مجموعة من المكتئبين الذين لا يرون خيرا فى حياتهم وينشرون طاقات الكآبة فى كل المنصات ولا مجموعة من المغيبين المتعاطين الذين يشترون الانبساط بـ«القرش»!!
الأزمة أزمة انبساط.. انبسطوا قد ما تقدروا!.