التعليم هانفسحك شويه بقلم دينا عبد الكريم

مناسبة النوستالجيا اللى ضربت البلد والكل غرقان فى الذكريات وهيمان، هافسحكم شوية معايا فى نوستالجيا التعليم لجيل الثمانينات، زمان كان السؤال هو أنت مدرسة عربى ولّا لغات؟ خاصة ولّا حكومة؟ بس كده!
والحالة دى كانت بتقسم الناس، المنتج النهائى للتعليم، إلى طالب بيتكلم لغة تانية بدرجة كويسة “مش ممتازة” وهو وشطارته فى الممارسة، وخريج المدرسة العربى اللى عنده الاحتمال 50 % إنه يتكلم لغة تانية برضه بدرجة معقولة بس الاعتماد على مجهوده فيها أكبر كثير، يعنى حسبة كده ليها دعوة بجيل عنده فرص من عادية إلى رديئة من التعلم، لكنه على الأقل شبه بعضه شوية فى المنهج اللى درسه، وأنا مش عاوزة اتكلم خالص عن محتوى التعليم لأن مش ده موضوعى النهاردة خالص.
موضوعى اقتصادى بحت، المهم انزل معايا للواقع أيوه انزل، ما إحنا دايما للأسف بننزل بس ما دام جبنا القاع كده يبقى المرحلة اللى جاية أكيد طالعين، بجد مش بهزر.
الواقع بيقول إنك دلوقتى مصنف الطلبة إلى عربى ولغات، حكومية وتجريبية وخاصة، ناشيونال ومالتى ناشيونال، تمام وبرضه طبق السلطة ده مش موضوعى!
موضوعى هو سؤال طرحه صديق لينا فى قعدة كافيه من اللى كل عيله فيها بتدفع 300 جنيه علشان تشرب قهوة وتاكل ساندوتش، يعنى ده سؤال من upper middle class اللى اتبهدلوا فى التعليم الحكومى أو اللغات بتاع مدارس الرهبان والراهبات وبعدين اطحنوا فى كليات حكومية وذاكروا وأخدوا دروس وبعدين ربنا كرمهم بشغلانة كويسة، “أنا لما أحب أعلم ولادى كويس أوديهم فين؟ وأدفع كام؟
كانت الإجابات من أهل الخبرة الكتير اللى دخلوا المفرمة دى بتتنوع بين (ههه كويس ما فيش، كله زى بعضه، هى بتفرق بس فى الشياكة، وترتيب الـ3 حروف اللى بتتكون منهم اسم المدرسة، دخلهم British وادفع ما بين 30 إلى 70 ألف جنيه فى السنة، لا لا أمريكان ياعم بنفس السعر وأسهل، بس اوعى تسترخص وتدخلهم مدرسة من اللى بـ15 أو 18 ألف جنيه دول، دول ولادك برضه.
وهنا فقدت الاتصال بالواقع المرير وسرحت أفكر فى الشاب اللطيف اللى عمره حاجة وثلاثين وعنده 3 أطفال هيتعلموا، لو معاه 30 ألف جنيه فى السنة ميزانية تعليمهم، مش هيعمل بيهم حاجة، لأن الفئة دى من المدارس بتقدم مستوى تعليمى ردىء والاسم إنها مدارس كبيرة وممنوع الأهل يعترضوا لأنهم ها يقولولك ببجاحة “على قد فلوسكم” يعنى الأب ده مطلوب منه على الأقل 90 ألف جنيه فى السنة، عشان يوديهم مدرسة متوسطة فى الفئة الجديدة للتعليم.
يعنى فى مراحل التعليم المختلفة حضرته هيدفع أكتر من مليون جنيه علشان يبتدى بعد كده يدور لهم على جامعة خاصة، اللى بقت موضة قديمة، أو يسافروا يتعلموا بره وأكيد ها يستخسروا يرجعوا يشتغلوا فى بلدهم تانى، لفة طويلة يعنى مش قلت لك ها فسحك، والناس موافقة ومستسلمة عادى.
بقولك إيه يا بلد..
ما تيجى نعمل مشروع قومى بجد، ونعمل شركة كبيرة تعيد هيكلة طبق السلاطة البايتة اللى احنا فيها دى، وتحط نظام يضمن إن فيه حد أقصى للإنفاق فى التعليم الخاص، ونقدم تعليم موحد المناهج، ونشوف آلية تتحول فيها الملايين اللى بتندفع من جيوب المصريين دى إلى ثروة منتجة، يعنى نفضل نصرف الفلوس دى برضه لكن فى حاجة عليها القيمة، ونقفل كل مدارس النصب باسم التعليم ونشجع المدارس المحترمة وندعمها.
لحد ما صحانى صوت واحدة من صاحباتى على سؤال برىء، أمال وزارة التعليم بتعمل إيه؟!
آه صحيح.. بتعمل إيه؟!

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch