دينا عبد الكريم تكتب عن الشهيدة جيسى : طوباك يا حلوة … ان تكونى طفلة …معناها ان لديك اسرة تحبك ، وان لديك فساتين ملونة ..والعاب كثيرة مبعثرة فى غرفتك ..وان لك مكان فى مدرستك البسيطة ..واصدقاء يحبونك ..ان لديك احلاما كبيرة ..وان عندك من يساعدك على تحقيقها ..وان يومك ملىء بالضحكات ..ان تكونى طفلة ..معناها انك قريبة جدا للسماء ..تفهمين الله ببساطة اروع من تعقيدات الكبار ، وعندك ايمان اعظم من شكوك الكبار ..ان تكونى طفلة …معناها ان موتك بهذه الطريقة ….يهز قلوب البشر !!!!!! انما …فى بلاد ليس فيها مستقبل …لا قيمة للاطفال !! فى بلاد…يطعمون الناس الجهل والخوف والفقر غذاء للارهاب ..لا يهتز احد !!! وهذه ليست بلادى …فبلادى حلوة ، بلادى فيها بشر ..فيها وجوه اعرفها لن تسمح بذلك .. لن نسمح بذلك ….ايها الاجيال القديمة ..التى سمحت بان تسرق احلامها …واكتفت بالحسرة على ماضيها .. نحن جيل غير حاضره ..جيل هز عروشا عالية ..ونحتمل كل يوم فاتورة ثقيلة …لاجل ان يأتينا غد افضل من حاضرنا واجمل من ماضيكم …لن نسمح بان تقتلوا المستقبل … اذكر جدا ( شيماء ) تلك الطفلة التى هز موتها براءة طفولتى ..وكشف امام عينى مبكرا قبح الحياة ..شيماء الطفلة التى قتلت غدرا وهى فى مدرستها مدرسة المقريزى اثناء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق “عاطف عبيد” من قبل الجماعة الاسلامية التى كان اميرها وقتها ( عبد المنعم ابوالفتوح ) !!! الذى يسميه المغيبون من شبابنا ( الاسلامى المعتدل )!!!! شيماء ..دفعت فاتورة الارهاب مبكرا عنا جميعا ..دفعت ثمن كونها طفلة مصرية … واليوم ..جيسى ..تدفع نفس الثمن ..ثمن كونها طفلة مصرية ..وربما ثمن كونها مسيحية !!! وربما ان تركنا الامر يمر ثانية ..ربما يخرج قاتلها ليترشح للرئاسة بعد بضعة اعوام !!! الامر جلل ..الامر خطير ..ضحوا بانفسكم كما تريدون ولا تضحوا بابنائنا ..لم يبقى لنا سوى المستقبل ،لنتمسك به ، لنحارب من اجله …البغضة فى قلوبهم شديدة للدرجة التى لاتسمح بالتفاوض ..انهم يكرهون كل شىء ..يكرهون الحياة ، يكرهون الضحكات ، يكرهون الامل ، يكرهون مستقبلنا .. فاوضهم يامن تريد ان تفاوضهم ..انما انا فوضت بلادى ، لتوقفهم ،لتمنعهم ، لتحاسبهم .!!! انا واهل بلادى سنحاسبهم ! اقول لكم على ماذا تحاسبوهم : حاسبوهم بتهمة الخيانة العظمى للاوطان ، حاكموهم بتهمة الاهانة العظمى للأديان ، حاكموهم بتهمة القتل العمد للجسد احيانا وللنفس احيانا كثيرا ، حاكموهم بتهمة تشويه الحياة ، وقتل الامل … واثناء المحاكمة …ساذهب اناوالمؤمنون بالحياة … لنقيم مهرجانات للاطفال ، لنعلمهم السعادة ، لنضمد جراح برائتهم التى اغتيلت فى عهدهم .. جيسى ….سلام لروحك الحلوة ..كل كلمات الأسف علينا نحن لا عليك …اما انتى …فطوباكى ياحلوة
