إلا أن تحدى إعادة إطلاقه، ذلك الذى يتبناه السيد الرئيس اليوم، هو التحدى الأصعب على الإطلاق، فعروش الإعلام التقليدى تهتز، وطرق التعلُّم المعروفة تتغير. فلم تعد آليات نظرية هانس ماغنوس إنتزنبيرجر الشهيرة «الإعلام والتعليم»، هى فقط العامل الحاسم فى صناعة الوعى؛ لأننا باختصار نعيش حالة فوضى الوعى.. فوضى مداخل الثقافة والتعلُّم لدى أجيال متعاقبة لا يخاطبها الإعلام التقليدى، ولا التعليم النظامى يقدر على اللحاق بها.. فثقافة أبنائك اليوم تختلف عن ثقافتك بشكل مرعب وخطير.. يهدد حتى دور الأسرة فى بناء الوعى.
ناهيك عن المؤسسات الدينية، التى هى أيضًا تعانى مشكلاتها الداخلية فى التأقلم مع فوضى العالم الجديد ومتغيراته.. أكتب هذا وأنا أتابع إطلاق «ميتافيرس» ومكونات الوعى الافتراضى الجديد، القوى الكبرى التى تتحكم فى تكوين الشخصية الإنسانية.
أكتب محاولة شخصية للوصول إلى «وعى جديد» بكيفية الخروج من تلك الفوضى، وكيفية التعامل معها على الأقل لأجل جيل قادم سنُهديه مصر التى نبنيها الآن.. وسيكون هو بدوره مسؤولًا عن حمايتها.
تحدى «بناء الوعى» فى رأيى كلمة دقيقة.. لأن ثمة أساسات مختلفة ينبغى أن نبنى عليها غير تلك المعايير التقليدية للبناء، والتى اختبرنا جميعًا أنها لم تساعدنا كثيرًا فى السنوات العشر الماضية على الأقل. فى المقال القادم أشاركك بـ6 أساسات للوعى الجديد. (يُتبع).