انفجار الخميس الماضى بالقاهرة كان كارثة مرت بسلام بفضل العناية الإلهية.
لكن دعونى أشارككم بكارثة أخرى قريبة ومتوقعة صرخ للاستنجاد بها الكثيرون من سكان القاهرة الجديدة، لكن كالعادة تم وضعها فى ميزان قيمة الفرد، فخفت قيمة سلامة المواطنين وثقلت كفة (ربنا يستر)، أو هيجرى إيه يعنى؟!، أو ماتقلقوش.
تفاصيل الكارثة كالتالى: مدخل مدينة كبيرة مدينة الرحاب، التى يقطنها حوالى 250 ألف مواطن، ويتردد عليها الآلاف يوميا، به بنزينة فى موقع غريب مكتظ بالسكان من كل ناحية، خلف البنزينة كنيسة ومستودع أنابيب!!!.
باختصار مربع لا يتعدى كيلو مترا واحدا به قنبلة موقوتة مكتملة الأركان.. تنتظر فقط شخصا مستهترا أو عطلا بسيطا أو- لا قدر الله- حادثا من شأنه أن يقضى على آلاف فى لحظة واحدة!!!.
من يعرف مدينة الرحاب يعرف أنها بدأت بتخطيط عمرانى متميز، ثم تحول بها الحال إلى منطقة تجارية تلو الأخرى، وكثرت شكاوى السكان من الزحام وكثرة المشروعات الاستثمارية داخل المدينة.
لكن الأمر هذه المرة لا يخص المدينة وحدها ولا سكانها فقط ولا المترددين على الكنيسة فحسب، فأولئك أول المتضررين من الكارثة، إذا- لا قدر الله – حدث أى خلل بسيط فى مستودع الأنابيب أو أى مشكلة أمن صناعى بسيطة فى محطة الوقود.. الموضوع بشكل بديهى لأى شخص غير متخصص عبارة عن كارثة وقنبلة موقوتة تنتظر فقط الموعد والظرف المناسب. ومن غير المعقول أن نظل نوارى أعيننا عنها حتى تحدث الكارثة التى سيكون ضحاياها بالآلاف وستقضى على فكرة المجتمعات العمرانية الجديدة التى نتغنى بكون تخطيطها عصريا ومريحا و(آمنا)، وضع ألف خط تحت عنصر الأمان!!!.
هذا الانفجار الأخير لابد أن يصبح سببا كافيا للتحقيق بجدية فى كثير من الأمور التى تعامل بعشوائية وتهمل باستهتار.
الأمان فقط هو ما يطلبه الناس وهو أقل ما يستحقونه.
الأمان ليس فى تلك الأسوار الحديدية الصدئة التى توضع لتكدير الناس أمام المنشآت الدينية وكأن الدولة انتهى دورها فى التأمين بذلك السياج الحديدى وتلك الصورة التى تبدو وكأننا بخير. الأمان فى التعامل بجدية مع مصادر الخطر والتصرف الفعَّال حيال الأمور وإدارة المخاوف بحزم وحسم.
الأمان فى عدم وقوع الكارثة!! لا فى كيف سيتعامل الإعلام معها!!!.