طلبة صغيرة نصليها لكنها دائما ما تأخذنى إلى أبعد من معناها الواضح …تأخذنى إلى تلك الصلاة التى إعتدت أن أصليها لإبنتى قبل ولادتها ..ففى شهور ( التكوين أو الخلق ) وبينما كنت أراقب معجزته تحدث داخلى ..إعتدت أن أصلى تلك الجملة دون وعى حقيقى لذلك الوازع الذى دعانى لتكرارها كثيرا كنت أرددها بإصرار ( يارب ماتخليهاش تتعب لحد ما تلاقيك ، سهل لها محبتك ومعرفتك ولقياك ) لا أعرف تحديدا لماذا هذه الطلبة تحديدا ..مع طلبة أخرى تبدو مضحكة فكل الأمهات يطلبن طفل جميل الملامح أما أنا فكلما عبر طيف الفكرة داخلى كنت أطلب ( يارب أعطها قلبا جميلا ..قبل أن تعطها وجها جميلا !) فكان الله كريما بما فيه الكفاية حتى يباركها بكلاهما معًا …! اعود لفكرة سهولة التلاقى ..مع الله ..( سهل لنا طريق التقوى ) فحتما كان أبى القديس الذى وضع بالروح تلك الكلمة فى صلوات القداس يفهم أنه ليس المقصود بطريق التقوى هو مجموعة من الفضائل كما نفهمها خطئا أحيانا ..إنما التقوى هى ذلك الشعور العميق بمخافة الله ..بحضوره كل حين ف الحياة .. تلك الطمأنينة التى تجعل أصحابها لا يخافون الإعتراف بضعفهم فهم يعتمدون ف الأساس على قوته ! ولا يخافون الإنفتاح على الناس ..فهم يتنفسون روحك فى خليقتك ! ولا يخافون فقدان مافى أيديهم ..لأنهم يعاينون حضورك البهى الذى يَرَوْن فيه يدك السخية التى تعطى بلا توقف .. لا يكثرون الطلب القلق من أجل أمور حاضرة ووقتية ..بل يسكنون برجاء يملؤهم من ذلك اليقين ..لن ينسانى إلهى ! هل هناك أشخاص ..يدركون تلك الأمور أسهل من غيرهم ..بإختصار يدركون تلك السعادة التى يلهث العالم ورائها ولا يدركها أبدا ..بيننا هم مقيمون فيها دون جهد كثير أعتقد نعم ..هناك أشخاص ..يدركون هذا الطريق بعناء أقل ..قلوبهم بسيطة ومشاعرهم واضحة ومرتبة ..تعقيداتهم أقل وخبرات الخيبات لديهم أقل ! هناك قلوب تدرك محبته بسهولة ..لهذا لم أتوقف عن ترديد تلك الصلاة لكل من أحبهم …سهل لهم طريق التقوى …سهل لنا طريق التقوى .. وأخيرا ..أن كان ثمة إختبار يجب الإعتراف به ..بأن ما يصعب على الإنسان طريق التقوى والمخافة .. هو ذواتنا ..نعتقد أننا بأيدينا يمكن أن نقترب إلى الله .. نعتقد ان بإستحقاقاتنا ..يباركنا الله ..بعقلنا ندرك الله ..وبإجتهادنا ..نخدم الله ! مجموعة من الكذبات التى ألقاها إبليس فى حجرنا ..ولونها وغيرها لتلائم كل شخصية وتقنع كل عقل ..فأتينا إلى الله بذوات منتفخة لا مساحة فيها لتأخذ شيئا من مراحم السماء ..وعيون متعالية لا تبصر زاوية التحنن والرفق بالبشر بل تتعالى عليهم وتجلدهم وتحاكمهم ..! ذواتنا أيضا يمكن أن تعطلنا ..إن كانت مهزومة وشاعرة دائما بعدم الإستحقاق لأى شىء ..ذوات محترقة لم تختبر محبة بشكل ناضج من قبل ..وترى تهديدا فى كل فرصة للنجاة … الذات المحترقة ..تصعب عليها قبول وفهم محبة الله ..يصعب عليها استقبال فكرة العطايا المجانية والمراحم الغير مشروطة التى لها ف الله … الذات المحترقة ..خائفة من الناس ولا تأتمنهم ..فتصعب المهمة حتى على القلوب المخلصة التى تحاول أن تمد أيديها للمساعدة ..الذوات المحترقة تصعب الحياة والعلاقات وطريق التقوى … من يخدم فى حقل الله ..ومن يبكى أمامه لخلاص نفوس أولاده ..قد تعامل حتما مع كلا النوعين …الذوات المنتفخة ..والذوات المحترقة ويعرف مقدار التعاسة التى لكلاهما .. من يخدم فى حقل الله يحتاجأن يصلى كثيرا ..سهل لنا طريق التقوى ..سهل لى طريق التقوى ..سهل لأبنائى طريق التقوى ..