طفل الكمبوند وطفل العشوائيات بقلم دينا عبد الكريم

لماذا لا يدرك البعض أننا فى مرحلة مابعد الكابوس.. وطبيعى أن يراها بعضنا مقلقة، ويراها البعض سيئة، ويراها آخرون أفضل ماحدث على الإطلاق.. إننا استيقظنا!

لذا أراقب باهتمام مستقبل مصر، أراقب ماذا نصنع بأطفالها!

بدءًا من طبق “الكشرى”، المسمى بنظام التعليم، فهذا بريطانى وهذا أمريكى وكندى ومصرى لغات وتجريبى.. و.. حكومى!

هو طبق كشرى مع الاعتذار للكشرى، لأنه طبق مفيد وطعمه حلو.. تعليمنا يخلق فروقًا ثقافية وطبقية هائلة بين الأطفال! فلن يقابل أبناؤك فيما بعد ابن العامل أو ابن السائق أو ابن الموظف الحكومى حتى!!! والعكس صحيح.. فهؤلاء الأطفال لن تكون لديهم الفرصة ليقابلوا ابن المذيع أو ابن الوزير أو ابن الطبيب المشهور!
هؤلاء فى وادٍ وأولئك فى واد!! هؤلاء لهم ثقافتهم ولغتهم وحياتهم البلاستيكية المعزولة داخل أسوار الكمبوند.. يهنئون بطفولة معقولة (إذا وضعنا ف الاعتبار أخبار القتل والموت والاختطاف التى تطارد جميع الأطفال وتنغص طفولتهم!).

وأولئك لهم ثقافتهم ولغتهم وقيمهم، يكتسبونها من الشارع والمدرسة والبيت…!

فى مصرالآن.. لا تحدثنى عن طائفية ولا مذهبية ولا حتى أخونة ومعارضة!

حدثنى عن طبقية مرعبة.. تأخذنا بسرعة شديدة إلى مجتمع غير متجانس.. أثرياء جدد.. ومتوسطون يكافحون ليتشبهوا بهم.. وأثرياء خلق وفقراء خلق!!

الناس “ما يشبهوش بعض! علشان كده ما بيفهموش بعض!”.

المفترض فى الاختلاف أن يكون قيمة مضافة.. مهن مختلفة.. علم متنوع.. هوايات متعددة.. حارة وشارع وفيلا وغرفة وقصر.. كل تلك الأماكن يخرج منها بنى آدميين!!

ليس مفترضًا أن المحظوظين فقط.. يـتهذبوا ويتعلموا.. ثم يعانون وسط شارع غير مهذب وعشوائى.. ثم يلقوا بلومهم عليه!!!

شجعوا أطفال “الكمبوندز” على الخروج إلى الحياة.. لرؤية أطفال آخرين بتفاصيل معاناتهم وتفاصيل سعادتهم (أطفال الأماكن الشعبية يضحكون أكثر من أطفالكم!).

شجعوا أطفال المناطق الشعبية.. للمشاركة فى فعاليات تنموية وترفيهية رخيصة ومنظمة ومحترمة.. تليق بهم!

إلى أن يأتى هذا الغد الذى يعودون فيه، ليحضروا فصولهم معا (لأن هناك تعليمًا محترمًا للكل)، ويتنزهون فى حديقة واحدة “نظيفة, منظمة, بلا تحرش”.

شجعوا “الحياة الطبيعية” خارج أسوار الكمبوند.. وخارج قانون العشوائية الجديد.

من لم يكبروا معا.. كيف نتوقع منهم أن يبنوا معا؟!

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch