على أساس الهوية..!

حتى وقت قريب كانت الحروب هى أسوأ ما اخترعته البشرية على مدار تاريخها الطويل، الذى كان مليئاً بالوصمات قدر ما كان مليئاً بالاختراعات والاكتشافات والإنجازات.

ورغم أن خسائر الحروب البشرية فى أرض المعركة- مهما تعاظمت الخسائر- تبقى أقل من خسائر تداعيات الحروب من مجاعات وأوبئة وأمراض وجرائم إبادة جماعية مرتبطة بالحروب.. فإن التاريخ يرصد لنا حروباً تخطى عدد قتلاها الـ36 مليون قتيل مثل حرب الممالك الثلاث.

فى كتاب لجون كيجان، الكاتب الإنجليزى، بعنوان «تاريخ من الحروب»، يطرح فكرة مفادها أن الحرب هى امتداد للسياسة، وقد تكون نتيجة لفشل السياسة والدبلوماسية.. مما يعنى بنظرة سريعة أن تاريخ البشرية ملىء بالتجارب الفاشلة لزعماء ظنوا أنهم على حق، وأغرقوا البشرية فى طوفان من المعارك دفعت ثمنها فى كل الأحوال الشعوب، التى عانت وفقدت وتألمت وقُتلت من أجل أهدافهم!!!. ببساطة هم يفشلون وشعوبهم تدفع الثمن!.

واليوم رغم كل ما تقرؤه عن ويلات الحروب.. ببساطة تستطيع أن تقارنها بحقارة الإرهاب، فتجد الإرهاب أشد خسة وجبناً وحقارة من كل الحروب التى عرفتها البشرية.

فى الحروب يقولون: اختر عدوك بعناية واختر معاركك بدقة.. بينما فى الإرهاب عدوك يعطى الحق لنفسه فقط فى أن يختارك ويهاجمك ويهزمك دون أن يعطيك فرصة الاختيار أو الدفاع أو حتى الهزيمة واقفاً على قدميك.

الإرهاب بلا شرف وبلا عقل وبلا منطق!، لهذا يبدو عدواً أشد إزعاجاً.

الحرب يصنعها قادة مهووسون بالعظمة.. والإرهاب تُحركه انتماءات مهووسة بالأفضلية.

لكن إذا كانت الحروب هى فشل الساسة، فالإرهاب فشل المجتمعات والأنظمة الدينية والاجتماعية!.

الإرهاب والقتل على أساس الهوية الدينية هو قمة التشوه فى الصورة الإنسانية، التى يعتقد العالم المتقدم أنه عبر بها نحو الأرقى من خلال تطوره العلمى أو التكنولوجى!. وهو بطبيعة الحال فشل لخطاب دينى للمجتمعات الأقل تقدماً!.

ولكن هل يكفينا التحليل والرصد.. أم نحتاج سؤالاً أعمق؟

هل كل تمييز على أساس الهوية.. إرهاب؟

هل كل تضييق على أساس الهوية… إرهاب؟

هل ما نقوله عن بعضنا فى مجالسنا الخاصة وما نُعلّمه لأولادنا فى بيوتنا إرهاب؟

الإجابة تحدد موقعنا فى خريطة الشرف.. وبناء الإنسانية.

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch