لماذا يبدو الجميع متفقا على أن هناك أشياء جميلة متفرقة لكنها لا ترسم معا صورة مكتملة لجمهورية مصر الطبيعية التى نريدها؟!.
ربما حان الوقت للتحدى التالى والأكبر والحقيقى للحكومة المصرية، الملفان الأهم «الحرية والإعلام» فانصلاح الحال فى هذين الملفين سيكون بمثابة اللمسات الأخيرة حتى تكتمل صورة وطن طبيعى… نعيش فيه بثقة، ونتحدث عنه بفخر ونعمل لأجله بإخلاص!.
أن تكون مصر «قد الدنيا» لن يجعلها يوتوبيا تخلو من فاسدين هنا وهناك، ولن تخلو من قرارات غير سليمة ولا تحديات عظمى!!.. فكل بلاد الدنيا فيها كل ذلك وأكثر.
«قد الدنيا» لا يعنى أن تصبح مصر جنة ولا مواطنوها ملائكة، لكن أن تشبه العالم كله فى كونها وطنا يعمل لأجل مواطنيه ويسع كل اختلافاتهم وأفكارهم وعيوبهم وحتى انتقاداتهم اللاذعة!.
نجحت مصر فى امتحانات كثيرة وكبيرة وكلها كانت امتحانات أساسية ومصيرية… لكن الامتحان القادم يمكن أن نسميه امتحان «تحديد مستوى» أو «امتحان تحديد رغبات» فهل نرغب حقا أن تصبح مصر «قد الدنيا»؟.
هو امتحان يحتاج للكثير من الحكمة حتى نجيب عن أسئلته الأساسية:
هل يمكن أن يستمر الحال هكذا؟!.
هل يفيد مصر الوضع الحالى للإعلام والمجال العام؟!.
أعان الله كل من يحمل مسؤولية فى هذا الوطن.. فكل امتحاناته صعبة.. لكن الخبر الجيد أن كل «أولاده» قادرون عليها، وبالمصرى «قدها»!.