كبرنا –لدينا عبد الكريم

كبرنا وتغيرت فينا الكثير من الاشياء ، تغيرت اذواقنا وافكارنا واهتماماتنا..انما تبقى تلك الاشياء الأصيلة فى حياتنا غير قابلة للتغيير ..يبقى داخلنا ذلك الحنين الدائم لبيت الجدة القديم ، لرائحة البنايات التى عشنا فيها وتربينا بها ، لشكل الشوارع عندما كنا صغارا ..لماذا كانت تبدو الأشياء اكبر واجمل ؟؟ هل لأننا كنا مازلنا صغارا !!!
إلا انتى ..انتى لم تتغير فيكى المهابة ، تزدادين عظمة وجمالا ..هل لأنك تكبرين معنا ؟ ونكبر بك ؟ فيكى سر يا كنيستى الحلوة …تزدادين جمالا فى قلوبنا رغم الأيام ، رغم الأحداث ، ورغم السنين …
الأصل فيكى انكى الملجأ ..حين تهيج علينا حروب العدو .، انك مكان الشركة الحقيقية لجماعة المؤمنين حتى يتقووا من ضعفاتهم بشركة العبادة وتذوب احزانهم بشركة التسبيح ..انتى الجبهة لمواجهة حروب هى فى اغلبها روحية لنقف ونقوى بعضنا البعض …ولستى ساحة لحروب جسدية بأسماء روحية نهدم فيها بعضنا البعض !!

نحن الذين تغيرنا ياأمى …نحن الذين عطلنا امتداد عملك فى المسكونة كلها ..لأننا قضينا جل وقتنا يكلم بعضنا البعض نقدم الطعام للمتخمين وننسى ان هناك خارج الأسوار جوع حقيقى …للحياة !!!
الحقيقة التى نحتاج ان ننتبه لها ..ان الوقت مقصر جدا ..الاحتياج شديد وعاجل جدا ..للفلك ..فالطوفان جارف والموت يسارع ليحصد الكل كبارا وصغارا …لن يغفر لنا من هلكوا.. اننا كنا مشغولين بأى شىء..حتى وان كانت خدماتنا -الأجتماعية -الممتدة ، حتى وان كانت مشاركاتنا السياسية المؤثرة وان كانت ادوارنا الوظيفية المميزة ..لن يغفروا لنا اننا عرفنا الطريق الى النجاة واغلقنا الباب علينا ولم ندع الداخلون يدخلون ..لقد احتكرنا العبادة واحتكرنا السماء …لذا فالخطر شديد علي من منعناهم ، واشد …علينا..

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch