حوار صباحى:
قالت: «لماذا تبدو كلماتك قوية وتعليقاتك ساخرة بينما تمرين بوقت سخيف؟!».
قلت: «لا أحب جو الصعبانيات وأسطوانات البشر غدارين وكده!!!».
قالت: كيف وقد اختبرتيهم كثيرا؟!.
فهناك أشخاص كانوا بالنسبة لك خبرات سيئة جدا؟
قلت: «كانوا دليلا على روعة الآخرين!، فأمام كل شخص سيئ تعاملت معه.. رأيت وتباركت وتشرفت بخمسين غيره رائعين وأنا لا أستحقهم!!!».
قالت: «ماذا ستفعلين الآن…؟!».
قلت: «سأجتهد لئلا أصبح أنا خبرة سيئة فى حياة الآخرين!».
وسأضحك كثيرا.. جداً
حوار مسائى:
قلت: «كيف لم أضبطك يوما واحدا تقدم عذرا على تقصير لك وكل من حولك بارعون فى تقديم الأعذار؟!».
قال: «كثرة الأعذار والمبررات تجعلك تصدقين الكذب! وتتوقفين عن تحمل المسؤولية!».
قلت: «حتى وإن كان عذرك حقيقيا؟!».
قال: «إن كان عذرى حقيقيا فلن يتكرر، إن كان حقيقيا لن أحتاج لشرحه!!».
قلت: «ثقة زائدة ف النفس!».
قال: «بل ضيق ف الوقت.. لا وقت عندى لتقديم الأعذار وتحميل الخطأ لآخرين.. أريد فقط أن أرى الأمور تتحقق!».
وأن.. أضحك كثيرا جدا…
هناك مئات الأسباب كل يوم قادرة على تصنيفنا فى عداد (البؤساء) بعضها يخص البشر، وبعضها يخص الظروف، وبعضها يخص الحالة العامة التى تمزق الناس وتصنفهم بعنف بسبب موروث ثقافى بغيض.. قادم من ثقافة الصحراء المتنافسة، والتى تقوم حول الصراع على البقاء! فحتى أبقى يجب أن يختفى الآخرون!. وحتى أنجح علىَّ أن أتأكد من فشل المحيطين!، وحتى أبدو أفضل يجب أن يبدو كل من هم سواى فى أسوأ حال!.
الحقيقة أنه الاختيار الأسهل للبشر.. أن تلعن الظلام أسهل كثيرا جدا من أن تتحرك- رغم الظلام- وتحاول الوصول إلى طريقك للنور…
أن تفتح للنور باباً.. أو تشعل نورا.. أو تصبح أنت نفسك مصدره!.
كلها أمور تكلف الإنسان من الوقت والجهد والتصحيح المستمر للأخطاء.. ما قد يجعله يفضل الراحة ولعن الظلام!.
أن تفعل شيئا…
مثل أن تسأل (ما الذى جاء بى إلى هنا؟!) هو سلوك فى غاية النضج.. أن تسأل عن أسباب الفشل وتتحمل نصيبك منه.. أصعب كثيرا من أن تلوم- بسهولة- الآخرين!.
وأن تسأل عن أسباب النجاح حتى، كفيل بتحويله من مجرد صدفة.. إلى سلوك متكرر!.
لا شك أن النضج يقابله مراهقة بكل ما تعنيه الكلمة من إرهاق مستمر واستنزاف للوقت والمشاعر، فالمراهقة حالة شعورية قد تستمر مع البعض وقد تتحول لسلوك عام إذا لم نقاومها!!.
فمن منغصات الفرح فى حياتنا أن مجتمعاتنا تعج بالمراهقين البائسين الذين تفضحهم كلماتهم.. فهم نادرا ما يتساءلون عن أدوارهم ومسؤولياتهم فى مواقعهم…
وغالبا ما يتحدثون عن مسؤوليات الآخرين وأخطائهم وتقصيرهم!.
هم نادرا ما يَرَوْن شيئا جميلا فيما حولهم.. وغالبا ما ترصد عيونهم النقائص…
هم دائما فى حالة منافسة.. معك ومع أفكارك وقناعاتك.. يتنافسون بالجدل والسفسطة دون أى إنجاز يذكر..
التعامل مع هذه الحالة بشكل مستمر كفيل بسلب كل طاقة وكل إنجاز…
فقليل من المواجهة.. وكثير من الابتعاد.. خير ضمانة لسلامة النفس.. والحفاظ على منسوب السعادة المرتبط بالإنجاز الذى يفهمه (الناضجون) الذين ستجدهم أيضا بكثرة حتى رغم وجودك فى مجتمع من المراهقين…!.