أتى اختبار بسيط اسمه «البحث المدرسى» ليكشف عوارًا حقيقيًا فى منظومة «التربية» تلك التى تبدأ فى البيوت وتكتمل فى «التربية والتعليم» فى منظومة أكبر.
ببساطة، البحث المطلوب من طلبة المدارس هو بلا شك هدية نجاح مغلفة بمجهود بسيط من الطالب يمكن أن يقوم به ببساطة ودون أى تعقيد، قرأت تقريبًا كل التعليمات الإرشادية لمعظم المراحل فوجدت أننا أمام موضوع أبسط كثيرًا من الهلع المستمر من الأمهات ومحاولات الاستغلال التى بدأت بسرعة من محاولات بيع البحوث والمتاجرة بكل موقف وكل جديد.
وأكثر المشاهد المزعجة فى هذا الأمر هو مشهد الآباء والأمهات المتزاحمين فى طابور أمام مكتبة بائسة لشراء البحث! والأمهات الحائرات بين الأساتذة طلبا لمن يساعد فى عمله أو يقوم به بدلًا عن (المحروس) ابنها!
أى نوع من الأبناء تقدمون لنا! العالم ملىء بالمخادعين الذين لا يطيقون «التعب» من أجل غاية، وقليلى الكفاءة الذين لا يطيقون «البحث» من أجل نتيجة، بل يقفزون بنجاح على فرص غير مستحقة.. أبشر أولياء الأمور الذين تسارعون لتقدموا لأبنائكم البحث جاهزًا ومعلبًا طمعًا فى «العبور والنجاح» أبشروا.. أنتم تقدمون النموذج الأسوأ للنجاح الهش الذى يسقط أمام أى امتحان حقيقى.. وتقدمون لسوق العمل المنتج الأسوأ على الإطلاق «أفراد بلا شرف، غير مرحبين بالجهد والكفاح، بلا محتوى حقيقى ينفعهم أو ينفع الناس من بعدهم!».
إن كان هناك فى مجتمعاتنا من يستحقون الغضب اليوم… فهم أولئك الذين يفسدون المستقبل الآن!.