مقطعا فيديو تم تصويرهما، هذا الأسبوع، بغير معرفة ولا موافقة أصحابهم، كشفا وجوهًا كثيرة لموضوع مسكوت عنه (معاملة المصريين).
المقطع الأول تم تصويره لموظفة بحى القاهرة الجديدة وهى تهين وتسب و(تردح) لبائع التين الشوكى.. وبدلًا من أن تقوم بعملها، الذى يتطلب منع الباعة الجائلين فى الشوارع للقضاء على العشوائية، مارست كل عُقد النقص وعشوائية السلوك، وأهانت وأذَلَّت مَن هو تحت سلطتها، أجزم لك أن هذا النموذج من الموظفين يقبل أيادى مَن يعلونه وظيفيًا.. هذا هو النموذج الذى ينادى مديره بـ«يا باشا»، ويُلحِق كل جملة بكلمة «أوامر يا فندم»، إنه نموذج المنبطحين، الذين لا يلبثون أن يجدوا فرصة ليمارسوا التسلط على آخرين، إن واتتهم الفرصة لذلك!
المقطع الثانى لطبيب فاضل فى مستشفى تم تصويره من قِبَل نموذج آخر من نماذج ونتائج العشوائية لشخص بذىء يتحدث مع طبيب بعجرفة، ويصوره بغير استئذان، وبعيدًا عن كون الطبيب أفحم هذا «الطحلب»، وقدم نموذجًا محترمًا لقيمة الثقافة والعلم، وكيف يمكنهما دحر الجهل بأقل مجهود!
السؤال الكبير: مَن خلف هاتين الصورتين.. عن «معاملة المصريين» لبعضهم فى وطنهم..؟ المعتدَى عليهما فى الحالتان «بائع جائل، وطبيب كبير».
ما أريد مشاركتك به أنه مهما كان مستواك الاجتماعى والثقافى، فأنت لستَ فى مأمن من البذاءة وسوء السلوك والعجرفة والظلم الذى قد يقع عليك من شخص لديه سلطة تسمح له بذلك! هذه السلطة تبدأ من كاميرا يحملها أحمق، ولا تنتهى عند موظف عام يسىء استخدام موقعه، وكلما اتسع نطاق سلطته اتسعت دائرة الحماقات المقبولة منه..!
لا شىء فى الدنيا يضمن لإنسان عدم الوقوع فى مشاكل، أو لمواطن العدالة الدائمة.. لكن بالتأكيد هناك كود عام للتعامل مع مثل هذه المواقف!
هناك مخرج يمكن لمواطن يريد الاحتفاظ بكرامته أن يلجأ إليه ويسترد به حقًا أدبيًا ومعنويًا.. أنا شخصيًا لا أعرفه..! وهى دعوة ونداء واستغاثة..!
إلى مَن يذهب المواطن المصرى لاسترداد حقه الأدبى من إساءة مواطن آخر!.. وإلى مَن يذهب إذا كان هذا الشخص منوطًا به تطبيق القانون أو صاحب سلطة أو نفوذ..؟!
نحتاج أن نعرف طريقًا نسير فيه.. نحو كرامة مستحَقة للجميع.