ونساء اختفت أنوثتهن الحقيقية خلف الماكياج والباروكة والرموش، فإذا أزَلْتَ كل ذلك فلن تجد روحًا تحبها ولا قلبًا جميلًا يتحملك إذا ضعفت! وقد صارت ثقافة الاستقواء بـ«فلوسى» و«جمالى» ثقافة مخيفة تعطل أى خضوع مطلوب من الزوجة لزوجها.
لن تسَع هذه المساحة الصغيرة مشاركة كل ما لدىَّ من قصص ومشاهدات ومن حكايات، بعضها إيجابى بامتياز عن بيوت نَجَتْ بنفسها من طوفان العلاقات الفاشلة والمُحْبِطة، ومعظمها محبط بفتح الباء وكسرها! وبعضها قاسٍ ومؤلم!
لكنها بالتأكيد كافية للتذكرة بأن أعظم أزماتنا «اجتماعية بالأساس»، فبيوت مُتْعَبة ومُنْهَكة ومليئة بالصراعات تنتج أشخاصًا تعساء على المستوى العام، لا يُرْضِيهم شىء، ولا يشعرون بالفخر لأى إنجاز عام، فالهزائم الشخصية قاسية ومُرّة ومُقيِّدة لأصحابها جدًا، وفى النهاية أجيال جديدة وأبناء جل ما يقدم لهم هو بعض الأموال وبعض الطعام، لكن نفوسهم خاوية، وجوعهم شديد، فتستمر الأزمة، ويمتد السؤال: كيف سيتزوج هؤلاء؟ مَن سيُعلِّمهم عن الزواج وعن الحب وعن العلاقات؟ ما النموذج الذى يريدون شبهه وما المصادر التى تساعدهم بالنصيحة؟ إن الزواج مؤسسة تستحق منّا كل استثمار ممكن من الجهد والوقت والاهتمام لأن نجاحها نجاح عميق ومؤثر فى حياة الأشخاص.. والشعوب!.