يأتى الأحد من جديد واليوم يأتى يوم عيد (لبعض المصريين)!!، فى هذا اليوم اعتاد أيضا (بعض المصريين) التهنئة على بعضهم.. كل عام وأنتم بخير!! كل عيد ونحن طيبون!!.. هذا العام لسنا بخير ولسنا طيبين!!.. هاتان هما الحقيقتان اللتان أطلتا فوق رؤوسنا بقوة.. وسط قبح المشاهد الدامية والآراء القبيحة.
بذلت مجهودا غير عادى هذه المرة لأكتب!!، فقد قاربت على هذا الإحساس المخيف بأننا نكتب لمن لا يقرأ.. ونقدم البرامج لمن لا يسمع!!، لكن فجأة راودنى بعض الأمل أن تكون هذه هى آخر مرة نسأل فيها ماذا نفعل؟!، أحلام تبدو ساذجة.. لكن دعونا نتشاركها!!.
ترى ماذا نفعل لكى تكون هذه آخر الأحزان؟
– الإجابة الوحيدة الصحيحة.. أننا لا نستطيع منع تلك النوعية من الأحزان تماما.. الأمر أكبر منا جميعا..وتفصيلاته وتعقيداته معظمنا يعرفها والباقون منا يتجاهلونها..إنما على كل حال..فلنعد صياغة السؤال..
ترى ماذا نفعل كى تقل فى حياتنا تلك الأحزان؟، فلنتأمل الصورة من جديد ونتابع معطيات جديدة..
1- السيناريو الأسوأ
فى كل حادثة بشعة كتلك..لا يخرج المصريون المسيحيون سوى بكلمات باهتة مثل (شكرا لاحتمالكم!!، أو أنتم صمام الأمان!!) وكلمات أخرى ذات طابع دينى عن الغفران والتسامح..لكن هل فكرنا فى ما يسمى (توقع السيناريو الأسوأ!!).. علم الإدارة يعلمنا أن نفكر فى (السيناريو الأسوأ) وهو السيناريو الذى يجب عليك أن تتوقعه حتى تتحسب له وتخطط لمنعه..السيناريو الذى يجب أن تضعه أمامك كل يوم..وتحسب له ألف حساب..وتخافه..نعم تخافه ذلك الخوف الصحى الذى يجعلك تعمل ليل نهار..حتى لا يحدث ما تخشاه!!.
ماذا لو تغير الأمر؟ ماذا لو فقد هذا الصمام قدرته على الثبات والاحتمال؟ ماذا لو انفرط العقد الذى نباهى به العالم..لا يتصور أحد ولا يتمنى أحد هذا السيناريو..لكن العلم يقول لنا أن نحتاط ونتحسب للأسوأ!!، وألا نعول على مسالة الاحتمال لأن الكل بشر!!.
2- أموال الضرائب
ينبغى أن يفهم كل موظف عام فى الدولة أنه يتقاضى أجره من ضرائب المواطنين. أن يفهم جيدا أن حماية (كل) مواطن فى هذا الوطن وتسيير مصالحه وتقديم الخدمات له، ليس منة ولا منحة منه على المواطن..العلاقة ندية تماما..متساوية إلى حد يضمن الثبات – أو هذا ما يجب أن يكون. أسوق هذه النقطة فى معرض هذا الحديث..عل أحدا ينتبه أن المواطنين كاملو الحقوق فى أصغر قرية فى مصر كما فى أفخم (كومباوند) فى هذا الوطن!!.. الكل سواء!!.
3- محاربة الأفكار
يقولون إن الفكرة لا تموت..وأنا أوافق جدا..الأفكار لا تموت ولكنها تتغير وتتطور وتضعف وتخبو!!..الأفكار تناقش وتدحض وتنقى وتنقح!! ولا حرب مع الأفكار لقتلها كما يظن البعض..الحرب مع الأفكار المظلمة لإحياء أصحابها..ولإحياء أوطان بأكملها..فقل لى من ستقيمه على معركتك الفكرية أقل لك إلى أين ستذهب ومتى ستنتهى..وكيف تهزم! لم يعد أحد يطيق الدوران فى نفس الدوائر ولا النظر لنفس الوجوه!.
4- هناك حياة..حتى بعد الموت
أقولها لمن يئسوا ومن ضاقوا ومن فقدوا كل رجاء رغم قتامة المشهد.. ورغم قبح الموت..هناك حياة..ممكنة..حتى بعد الموت!!.