أعتقد أنه من الجنون أن نظل نشكو من مجتمع تتفشى فيه الجرائم ويسجل أعلى معدلات تحرش فى العالم ويزيد فيه الهوس بالجنس عن الاهتمام بالعلم أو الإنتاج.. نشكو من مجتمع ترتفع فيه نسب الطلاق بشكل مرعب بسبب مفاهيم مشوهة عن الجنس وعن الزواج.. نشكو ونئن من هذا كله، وفى نفس الوقت نظل نقدم لهذا المجتمع أشخاصًا مشوهين، لديهم هوس جنسى مدمر فى هذا العمر الصغير!
أزيدك من الواقعية.. الهوس الجنسى ممتد إلى آباء وأمهات أيضًا! وما يشاهده الأبناء أحيانًا ما هو إلا ثمر لما زرعوه بأيديهم.. وكثير من الآباء يَرَوْن أنه لا مشكلة فى ذلك!!!
الكبار ليسوا قضيتى اليوم، قضيتى هى جيل قادم.. يُدمَّر ببطء وبهدوء دون أن يشعر أحد من الكبار بما يحدث فى بيوتهم!
قضيتى هى أحلامنا فيهم واستثمارنا لأجلهم.. الذى يهدمه تيار يضرب بعنف بينما الجميع يعتقد أن الأمور على خير ما يرام!!
قضيتى.. أن تحارب بعض البيوت ضد هذا التيار وحدها.. بينما تقدم مصادر التدمير عبر كل وسيلة.. المدرسة، النادى، الإنترنت.. الكل فى خطر.. والأرقام مرعبة.
إن اكتشاف الحقيقة وطلب المساعدة هما نصف الطريق الذى من الممكن أن نحمى به مستقبلنا.. نحتاج أن نراقب بحب.. أن نكتشف ونسأل ونقرأ.. أن نتحدث معهم ونتعلم كيف نعلمهم.. نطلب العون إن كنا لا نقدر.. إن وعينا بوجودهم وصراعاتهم ومعاناتهم أهم كثيرًا من كل ما قدمناه من قبل لهم.
اللهم بلغت.. فانتبهوا لما يحدث فى بيوتكم.