طفل الكمباوند وطفل العشوائيات

يمر مجتمعنا بمرحلة جديدة عليه تحمل كل الفرص للتغيير الحقيقى.. وعليه فإننا نلهث لطرح كل التحديات.. يسميها البعض مرحلة ما بعد الكابوس. وطبيعى أن يراها بعضنا مقلقة ويراها آخرون أفضل ما حدث على الإطلاق.. إننا استيقظنا!.

لذا أراقب باهتمام مستقبل مصر أراقب ماذا نصنع بأطفالها!، بدءا من طبق «الكشرى» المسمى بنظام التعليم فهذا بريطانى وهذا أمريكى وكندى ومصرى لغات وتجريبى… و… حكومى!.

هو طبق كشرى، مع الاعتذار لكشرى، لأنه طبق مفيد وطعمه حلو.. تعليمنا يخلق فروقا ثقافية وطبقية هائلة بين الأطفال!، فلن يقابل أبناؤك فيما بعد ابن العامل أو ابن السائق أو ابن الموظف الحكومى حتى.. والعكس صحيح.. فهؤلاء الأطفال لن تكون لديهم الفرصة ليقابلوا ابن المذيع أو ابن الوزير أو ابن الطبيب المشهور. هؤلاء فى واد وأولئك فى واد.. هؤلاء لهم ثقافتهم ولغتهم وحياتهم البلاستيكية المعزولة داخل أسوار الكمباوند.. يهنئون بطفولة معقولة (إذا وضعنا فى الاعتبار أخبار القتل والموت والاختطاف التى تطارد جميع الأطفال وتنغص طفولتهم!).

وأولئك لهم ثقافتهم ولغتهم وقيمهم يكتسبونها من الشارع والمدرسة والبيت!!.

فى مصرالآن.. لا تحدثنى عن طائفية ولا مذهبية ولا حتى أخونة ومعارضة.. حدثنى عن طبقية مرعبة.. تأخذنا بسرعة شديدة إلى مجتمع غير متجانس.. أثرياء جدد.. ومتوسطين يكافحون ليتشبهوا بهم.. وأثرياء خلق.. وفقراء خلق!!.

الناس «ما يشبهوش بعض! علشان كده ما بيفهموش بعض!».. المفترض فى الاختلاف أن يكون قيمة مضافة.. مهن مختلفة.. علم متنوع.. هوايات متعددة.. حارة وشارع وفيلا وغرفة وقصر.. كل تلك الأماكن يخرج منها بنى آدمين!!.

ليس مفترضا أن المحظوظين فقط.. يـتهذبون ويتعلمون.. ثم يعانون وسط شارع غير مهذب وعشوائى.. ثم يلقون بلومهم عليه!!.

شجعوا أطفال «الكمباوندز» على الخروج إلى الحياة لرؤية أطفال آخرين بتفاصيل معاناتهم وتفاصيل سعادتهم (أطفال الأماكن الشعبية يضحكون أكثر من أطفالكم!).

شجعوا أطفال المناطق الشعبية للمشاركة فى فعاليات تنموية وترفيهية رخيصة ومنظمة ومحترمة.. تليق بهم!!.

إلى أن يأتى هذا الغد الذى يعودون فيه ليحضروا فصولهم معا (لأن هناك تعليما محترما للكل) ويتنزهوا فى حديقة واحدة (نظيفة، منظمة، بلا تحرش)-

شجعوا (الحياة الطبيعية) خارج أسوار الكمباوند.. وخارج قانون العشوائية الجديد.

من لم يكبروا معا.. كيف نتوقع منهم أن يبنوا معا!!.

لقراءة المقال علي موقع المصري اليوم

Tags:
To Top
Contact

Get In Touch